موقف أهل السنة والجماعة من الرافضة
بعد أن ذكرت بعض الأمثلة والتي يظهر من خلالها طعن الرافضة في أئمة الهدى ومنارات الإسلام، والتي تدل على زيغ قلوب الرافضة، وفساد معتقدهم، وسلاطة ألسنتهم . إذ إنهم وقبل أن يقعوا في أئمة الإسلام بالثلب، والانتقاص لم يسلم منهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين وغيرهم من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وأنني بهذه المناسبة أقول يا ليت شعري من ينتقصون ؟!! وقَدْ جَاءَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَسُبُّونَ أَصْحَابِي فَقُولُوا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى شَرِّكُمْ .([65])
أقوال بعض الصحابة من أهل البيت وبعض أئمة السلف وأهل العلم :
قول الحسن بن علي رضي الله عنهما
عن عمرو بن الأصم قال : قلت للحسن : إن الشيعة تزعم أن علياًّ مبعوث قبل يوم القيامة، قال : كذبوا ما هؤلاء بالشيعة، لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله )([66])
قول الحسين بن علي رضي الله عنهما
كان يقول في شيعة العراق ـ الذين كاتبوه ووعدوه بالنصر ثم تفرقوا عنه وأسلموه لأعدائه ـ : ( اللهم إن أهل العراق غَرَّروني وخدعوني، وصنعوا بأخي ما صنعوا، اللهم شتت عليهم أمرهم أحصهم عدداً)([67]) .
قول أبى حنيفة رحمه الله ( 155هـ )
روى ابن عبد البر عن حماد بن أبى حنيفة أنه قال : سمعت أبا حنيفة يقول : الجماعة أن تفضل أبا بكر وعمر وعثمان وعلياًّ ولا تنتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم )([68]).
قول سفيان الثوري رحمه الله (161هـ )
عن محمد بن يوسف الفريابي قال : ( سمعت سفيان ورجل يسأله عن من يشتم أبا بكر وعمر؟ فقال : كافر بالله العظيم . قال : نصلي عليه ؟ قال: لا ولا كرامة. قال : فزاحمه الناس حتى حالوا بيني وبينه؛ فقلت للذي قريباً منه : ما قال ؟ قلنا : هو يقول : لا إله إلاَّ الله ما نصنع به ؟ قال : لا تمسوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه التراب )([69]) .
قول الإمام مالك بن أنس رحمه الله (179هـ )
روى الخلال بسنده عن الإمام مالك أنه قال : (الذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم، أو قال : نصيب في الإسلام)([70]). وقال أشهب بن عبد العزيز : سئل مالك عن الرافضة فقال : ( لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون )([71])
قول الإمام الشافعي رحمه الله (204هـ )
ثبت بنقل الأئمة عنه أنه قال : ( لم أر أحداً من أصحاب الأهواء أكذب في الدعوى، ولا أشهد للزور من الرافضة )([72])
قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ( 241هـ )
روى الخلال عدة روايات عنه في ذم الرافضة منها :
عن عبد الملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : من شتم أخاف عليه الكفر، مثل الروافض ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن عليه أن يكون مرق من الدين )([73]).
وعن عبد الله بن أحمد قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : ما أراه على الإسلام)([74]).
وعن إسماعيل بن إسحاق أن أبا عبد الله سُئِل عن رجل له جار رافضي يسلم عليه؟ قال : لا ؛ وإذا سلم عليه لا يرد عليه السلام )([75]).
قول الإمام البخاري رحمه الله ( 256 هـ )
قال في كتاب خلق أفعال العباد : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهودي والنصراني، ولا يسلم عليهم، ولا يُعادون، ولا يُنكحون، ولا يُشهدون، ولا تؤكل ذبائحهم )([76]).
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( 728 هـ)
قال رحمه الله عن الرافضة ( والله يعلم وكفى بالله عليماً، ليس في جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام مع بدعة وضلاله، شر منهم ؛ ولا أجهل، ولا أكذب، ولا أظلم، ولا أقرب إلى الكفر والفسوق والعصيان، وأبعد عن حقائق الإيمان منهم ) ([77]) .
ويقول : ( وهؤلاء الرافضة إما منافق أو جاهل، فلا يكون رافضي ولا جهمي إلاَّ منافقاً أو جاهلاً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، مع الإيمان به . فإن مخالفتهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذبهم عليه لا يخفى قط إلاَّ على مفرط في الجهل والهوى)([78]).
ويقول : ( تحب التتار دولتهم لأنه يحصل لهم بها من العز ما لا يحصل بدولة المسلمين، والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان، والعراق، والشام . وكانوا من أعظم معاونيهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين، وسبي نسائهم. وقضية ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة، وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب مشهورة ويعرفها عموم الناس )([79]) .
ومن أقواله رحمه الله :
بعد أن ذكر الخوارج وقتال المسلمين لهم وبأنهم خرجوا في خلافة علي رضى الله عنه فقاتلهم هو وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتحريضه على قتالهم كما ثبت في الصحاح وغيرها من رواية أمير المؤمنين علي بن أبى طالب وأبى سعيد الخدري وسهل بن حنيف وأبى ذر الغفاري وسعد بن أبى وقاص وعبد الله بن عمر وابن مسعود رضى الله عنهم وغير هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الخوارج فقال ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قراءتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم أو فقاتلوهم فإن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد))([80]) .
ثم قال رحمه الله :
(( ولهذا قاتل المسلمون أيضاً الرافضة الذين هم شر من هؤلاء وهم الذين كفروا جماهير المسلمين مثل الخلفاء الثلاثة وغيرهم ، ويزعمون أنهم هم المؤمنون ومن سواهم كافر ، ويكفرون من يقول إن الله يرى في الآخرة ، أو يؤمن بصفاته وقدرته الكاملة ومشيئته الشاملة ، ويكفرون من خالفهم في بدعهم التى هم عليها فإنهم يمسحون القدمين دون الخفين ويؤخرون الفطور والصلاة إلى طلوع النجم ، ويجمعون بين الصلاتين من غير عذر ويقنتون في الصلوات الخمس ويحرمون ذبائح أهل الكتاب وذبائح من خالفهم من المسلمين لأنهم عندهم كفار ، ويقولون على الصحابة أقوالاً عظيمة لا حاجة إلى ذكرها هاهنا إلى أشياء أخر فقاتلهم المسلمون بأمر الله ورسوله )) .
حماقات الرافضة :
ومن حماقات الرافضة التي تدل على جهلهم، وسخف عقولهم مع شدة ضلالهم التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يلي :
1. ( تمثيلهم لمن يبغضونهم بالجماد أو الحيوان؛ ثم يفعلون بذلك الجماد أو الحيوان ما يرونه عقوبة لمن يبغضونه؛ مثل اتخاذهم نعجة ـ وقد تكون نعجة حمراء ـ لكون عائشة تسمى الحميراء؛ يجعلونها عائشة ويعذبونها بنتف شعرها، وغير ذلك . ويرون أن ذلك عقوبة لعائشة .
2. ( اتخاذهم حلساً مملوءاً سمنا، ثم يبعجون بطنه؛ فيخرج السمن فيشربونه؛ ويقولون : هذا مثل ضرب عمر وشرب دمه ) .
3. ( تسمية بعضهم لحمارين من حمر الرحى : أحدهما بأبي بكر والآخر بعمر؛ ثم يعاقبون الحمارين جعلاً منهم تلك العقوبة عقوبة لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ) .
4. ( وتارة يكتبون أسماءهم على أسفل أرجلهم؛ حتى إن بعض الولاة جعل يضرب رجلي من يفعل ذلك ويقول : إنما ضربت أبا بكر وعمر؛ ولا أزال أضربهما حتى أعدمهما )
5. ( ومنهم من يسمي كلابه أبا بكر، وعمر، ويلعنهما )
6. ( ومنهم من إذا سمى كلبه فقيل له : ( بكير) يقاتل من يفعل ذلك . ويقول : تسمي كلبي باسم أصحاب النار ).
7. ( ومنهم من يعظم أبا لؤلؤة المجوسي الكافر الذي كان غلاماً للمغيره بن شعبه لقتله عمر رضي الله عنه؛ ويقولون : واثارات أبى لؤلؤه ؟!! فيعظمون كافراً مجوسياً باتفاق المسلمين لكونه قتل عمر رضي الله عنه )([81]).
قول ابن القيم رحمه الله ( 751 هـ)
قال في إغاثة اللهفان : ( وأخرج الروافض الإلحاد، والكفر، والقدح، في سادات الصحابة، وحزب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوليائه، وأنصاره في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم )([82]).
قول ابن كثير رحمه الله
( ولكنهم طائفة مخذولة، وفرقة مرذولة، يتمسكون بالمتشابه، ويتركون الأمور المحكمة المقدرة عند أئمة الإسلام )([83]).
قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( 1206 هـ )
قال رحمه الله في رسالة الرد على الرافضة معلقاً على عقيدة الرجعة عندهم : (فانظر أيها المؤمن إلى سخافة رأى هؤلاء الأغبياء؛ يختلقون ما يرده بديهة العقل، وصراحة النقل، وقولهم هذا مستلزم تكذيب ما ثبت قطعاً في الآيات والأحاديث : من عدم رجوع الموتى إلى الدنيا؛ فالمجادلة مع هؤلاء الحمر تُضيع الوقت؛ لو كان لهم عقل ما تكلموا أي شئ يجعلهم مسخرة للصبيان، ويمج كلامهم أسماع أهل الإيقان، لكن الله سلب عقولهم وخذلهم في الوقيعة من خلص أوليائه، لشقاوة سبقت لهم)([84]) .
وقال بعد أن ذكر قولهم بتجويز الجمع بين المرأة وعمتها: ( وبهذا وأمثاله تعرف أن الرافضة أكثر الناس تركاً لما أمر الله به، وإتياناً لما حرمه الله، وإن كثيراً منهم ناشئ عن نطفة خبيثة، ولذا لا ترى منهم إلاَّ الخبيث اعتقاداً وعملاً . وقد قيل كل شيء يرجع إلى أصله)([85]) .
وقال رحمه الله : ( فهؤلاء الإمامية خارجون عن السنة، بل عن الملة، واقعون في الزنى؛ وما أكثر ما فتحوا على أنفسهم أبواب الزنى في القبل والدبر، فما أحقهم بأن يكونوا أولاد زنى )([86])
الخطة السرية للآيات في ضوء الواقع الجديد
من خلال ما تقدم في هذا البحث المتواضع، الذي يعد إسهاماً في التصدي للرافضة ومن شايعهم ومشى في ركابهم، وتمذهب بأى مذهب يخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، والسلف الصالح، لهذه الأمة ، فيجدر بالقارئ الكريم الاطلاع على ما نشر في مجلة البيان([87]) تحت عنوان : ( الخطة السرية للآيات في ضوء الواقع الجديد ) وهذه الخطة عبارة عن رسالة سريه للغاية، وهي موجهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، ومتن الرسالة واضح كل الوضوح . وقد قام بنشر هذه الرسالة رابطة أهل السنة في إيران ـ مكتب لندن ـ ( عرض وتعليق د. عبد الرحيم البلوشي ) .
نص الرسالة :
(إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة، فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا) .
وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية الإمام الباسلة دولة الإثنى عشرية في إيران، بعد قرون عديدة، لذلك فنحن ـ وبناءً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين ـ نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة، وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد، وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية([88]) ، ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات، لكن نظراً للوضع العالمي الحالي، والقوانين الدولية ـ كما اصطلح على تسميتها ـ لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة . ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين، وأعضاء اللجان، وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل؛ ومدة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة، ونوحد الإسلام أولاً([89]) لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين، ذوي الأصول السنية([90]) أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب([91]) لأن هؤلاء (الوهابين وأهل السنة) يناهضون حركتنا، وهم الأعداء الأصليين لولاية الفقيه([92]) والأئمة المعصومين، حتى أنهم يعدون اعتماد المذهب الشيعي كمذهب رسمي دستوراً للبلد أمراً مخالفاً للشرع والعرف،([93]) وهم بذلك قد شقوا الإسلام إلى فرعين متضادين([94]) (انتهت الرسالة وقد تم نقلها وما تضمنته من حواشٍ في مجلة البيان) .
أسلوب تنفيذ الخطة المعدة
وإليك أخي القارئ الكريم باختصار أسلوب تنفيذ الخطة المعدة، والمراحل المهمة في طريق تنفيذها ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقاتنا مع دول الجوار، ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين([95])؛ ذلك أن إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد .
وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول؛ ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهراً ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال .
لا تفكروا أن خمسين سنة تعد عمراً طويلاً؛ فقد احتاج نجاح ثروتنا خطة دامت عشرين سنة، وإن نفوذ مذهبنا الذي يتمتع به إلى حد ما في الكثير من تلك الدول ودوائرها لم يكن وليد خطة يوم واحد أو يومين، بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلاً عن وزير أو وكيل أو حاكم([96]) حتى إن الفرق الوهابية والشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية كانت تعتبرنا من المرتدين .
مراحل مهمة في طريقنا
أولاً : ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس؛ لذلك فمن واجب مهاجرينا ـ العملاء ـ المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء :
1. شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة لأبناء مذهبهم .
2. العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين خاصة الكبار الذين يتمتعون بنفوذ في الدوائر الحكومية.
3. قيام العملاء بشراء أكبر عدد ممكن من البيوت في القرى والمدن الصغيرة وبيعها بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذين باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن لزيادة الكثافة السكانية.
ثانياً : يجب حث الناس ( الشيعة ) على احترام القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية، وبناء المساجد والحسينيات، لأن هذه التصاريح سوف تطرح مستقبلاً على أنها وثائق رسمية . ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة لهم، وعليهم أن يرغبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط في سلك الجندية، ويجب بطريقة سرية وغير مباشرة استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام؛ وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من الدول الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو إنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم .
ثالثاً : وفي هذه المرحلة حيث تكون ترسخت صداقة عملائنا لأصحاب رؤوس الأموال وموظفي الدولة ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوى التنفيذية وهم يعملون بكل هدوء ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل ، وفي هذه المرحلة حيث تنشأ خلافات وفرقه بين أهل الدين والحكام، فإنه يتوجب على بعض مشائخنا المشهورين في تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد خاصة في المواسم المذهبية ويبرزوا التشيع كمذهب لا خطر منه عليهم، وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس عبر وسائل الإعلام فعليهم أن لا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ويحوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم .
رابعاً : وفي هذه المرحلة سيكون قد تهيأ أمامنا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات، والتجار فيه على وشك الإفلاس، والناس مضطربون، وفي وسط هذه المعمعة فإن عملاءنا ومهاجرينا سيعتبرون وحدهم حماة السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبؤوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية ويضيقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام، ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نشي بالمخلصين لدى الحكام على أنهم خونة، وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم واستبدالهم بعناصرنا ولهذا العمل إيجابيتان :
أ. إن عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل .
ب. إن سخط أهل السنة على الحكم سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جراء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكام، وفي هذه الفترة يجب على أفرادنا أن يقفوا بجانب الحكام، ويدعوا الناس إلى الصلح، ويشتروا في نفس الوقت بيوت الذين هم على وشك الفرار .
خامساً : وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون مهيأ للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على : الأمن، والهدوء، والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة على الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها . وفي هذه الفترة سنقترح عبر شخصيات متعددة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس، وهذا الأمر يسبب فرار التجار والعلماء والمخلصين . وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة للدماء . وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام
أبو عادل إبراهيم العوفي
رمضان / 1423هـ
البريد الإلكتروني على الإنترنت
alawfii@yahoo.com