العقل و المنطق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العقد النفسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ah-badraoui
المدير العام



المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 29/03/2008

العقد النفسية Empty
مُساهمةموضوع: العقد النفسية   العقد النفسية I_icon_minitimeالإثنين أبريل 28 2008, 23:05

تعودنا نحن الكبار نهر الأطفال أو استعمال العصا معهم حين يتصرفون تصرفا يضايقنا أو يرتكبون اخطاءا لا نرضى عنها
ونعتقد أننا حين نعاقبهم بالنهر أو بالضرب إنما نفعل ذلك بدافع الحرص على تقويمهم وإصلاح اعوجاجهم ، متناسين أن اغلب التصرفات والأخطاء التي نعاقبهم عليها إنما تحدث وترتكب نتيجة عقد نفسية نوجدها نحن وننميها في أبنائنا وبناتنا .
ويترتب على العقد النفسية حتى البسيطة منها – متى تمكنت من الطفل و نمت معه – الكثير من النتائج التي يتأثر بها مستقبلهم وحياتهم العملية والخاصة عندما يصبحون أهلاً لمباشرة مسؤوليات الحياة .
ويتفق علماء النفس على أن العقد النفسية التي تنمو مع مرور الزمن والظروف التي تحيط بالنشأة تتحول إلى مرض نفسي ومنها ما قد يؤدي إلى (الجنون) !!! .
ومتى بلغت العقدة النفسية هذه الدرجة يصبح العلاج أو إصلاح الخطأ أمراً ليس باليسير تحقيقه لما يتطلب ذلك من دراسات وأبحاث قد تقف الذاكرة وعوامل الزمن عائقاً في سبيل الوصول إلى أصل العقدة أو العقد الكامنة خلف المرض ،، خاصة حين يكون الأصل الباعث حادثة بسيطة أو كلمة أو تصرفاً لا نرى فيه أدنى شبهه .
طبعاً لست بهذا أقول جديداً أو ابحث موضوعاً أدعي فيه سعة الاطلاع ولكني أرى أن البعض يعاني الكثير من العقد النفسية التي تتطلب بذل الجهد سواءً من الدولة أو البيت أو المدرسة أو المجتمع أو الشارع ، على أن تتكاتف كافة الجهود ضرورة لابد منها للقضاء على العقد النفسية .
وهذا يتطلب تهيئة الأذهان بنشر الوعي كي تكتمل لأجيالنا الصاعدة – إلى جانب العلم والعلاج والأجسام القوية – أيضا النفسية القوية السليمة والشخصية المكتملة .
وبودي أن تجد هذه الفكرة تجاوبا يبرزها إلى حيز النور بان تهتم الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية بتخصيص زوايا ثابتة ينشر فيها ما يختار من قصص العقد النفسية التي يعاني منها مجتمعنا ؛ إذ نتفق في بعضها مع كثير من المجتمعات الأخرى التي سبقتنا إلى إدراك خطورة العقد النفسية ومدى تأثيرها على المجتمعات وبناء الأجيال .
ويمكن لهذه الصحف والمجلات نشر قصص هذه العقد وتحليلها والعلاج الذي تتطلبه بأسلوب مبسط يمكن للعامة هضمه حتى تقتنع بالفكرة وتتجاوب معها .
وقصص العقد النفسية وتحليلها وعلاجها مواد تزخر بها عشرات الكتب التي ألفها علماء النفس ، واعتقد انه ليس هناك عقدة في مجتمعنا لم تكن تعاني – أو ما تزال تعاني – منها مجتمعات أخرى سبقتنا إلى دراستها وتحليلها وبالتالي تناولها في مؤلفات عديدة .
وإذا كنا نفتقر بعد إلى الخبراء على اختلاف أنواعهم والمنوه عنها فلا أرى باساً في استقدامهم ، وان كنت افضل أن يتجه عدد كافٍ من شبابنا – في تخصصه – إلى هذا النوع من الخبرة لأنهم اعرف بالعقد المتأصلة في مجتمعنا وطبيعة هذا المجتمع الذي نشأوا فيه .
بودي – كما قلت – أن تتبنى الصحف والكتّاب هذا الموضوع بتهيئة الأذهان لاستقباله وهضمه ومن ثم تغطيته بما يحقق النفع وعلى الأقل شيء من النفع افضل من لا شيء .
ومن ناحيتي يسرني أن أبدا بقصتين لتجربتين اخترتهما من بين ما قرأت وسمعت سأرويها باختصار وشرح مبسط محاولا أن اركز على التقاط الرئيسية والنتائج مستبعدا ((الرتوش)) لضيق النطاق مع أن ((الرتوش)) والهوامش ضرورة لابد منها في أي بحث نفسي .
قرأت أن رجلا شكى إلى أخصائي اجتماعي حالة أطفاله الاخوة الذين يشتبكون مع بعضهم البعض ويتصرف الواحد منهم تجاه الآخر بعصبية وقسوة وكثيرا ما يتعمدون تحطيم الأواني الزجاجية .
وبعد البحث والتقصي اتضح أن الأب يعامل من رؤسائه في العمل برعونة وقسوة يحس معها بجرح كبريائه وحين يعود إلى منزله تكون نفسه محملة بالضيق .
وما أن يدخل منزله حتى يثور على زوجته وأطفاله لأتفه الأسباب المختلفة وأحيانا يعاملها بوحشية فيضربها أمام الأطفال الذين ينظرون ولا يحركون ساكنا من الخوف والفزع .
وتكبت الأم آلامها وغيظها حرصا على استمرار الحياة الزوجية … وحين تخلو إلى الأطفال تحتد بدورها لأتفه الأسباب وبالتالي تفرغ فيهم غيظها المكبوت .
وهكذا تتسرب نفس العوامل والحركات إلى الأطفال الذين يشتبكون مع بعضهم البعض ولا يجدون ما يفرغون فيه غليلهم سوى تحطيم الأواني الزجاجية ، التي يجدون في صوتها الرنان تعويضا وتنفيسا عن آلامهم .
وحين تخلص الزوج من عقدته وتعود على ترك هموم عمله ومشاكله على عتبة المكتب ليدخل بيته كأي أب وزوج مثالي ومع اتباع الإرشادات التي وجهه بها الأخصائي النفساني استعاد البيت هدوءه خلال فترة من الزمن ورفرفت السعادة على حياة الأسرة .
وهكذا كانت تصرفات الأطفال انعكاساً لتصرفات الكبار في هذه القصة .
ورأيت فيلما يروي قصة فتاة نشأت في كنف أبيها الثري وزوجته التي تخلص للفتاة وتحسن معاملتها أما الفتاة فهي طيبة القلب ولا تكن حقدا لأحد وتغلب على تصرفاتها سذاجة تدل على الانطواء .
وتبدو عليها البراءة ورقة العاطفة وحسن التصرفات حين تكون هادئة الأعصاب أما حين يفرض عليها رأي يتعارض مع رأيها – حتى ولو كان في صالحها – فإنها تثور وتصاب بما يشبه فقدان الوعي حيث تتملكها حالة عصبية لا تتعدى تصرفاتها خلالها عن الإمساك بما أمامها من قطع الأثاث كالزهريات ومن ثم تهوي بها على الأرض تحطمها في حركات خطرة .
لذا كان والدها وزوجته والخدم في حيرة من أمرها كما كانوا يحرصون على تجنب أي مؤثرات قد تحرك أعصابها خاصة والدها المسن الذي يحاول أن يعوضها بحنانه .. حنان الأم أيضا .. أما هي فتكن لأبيها عاطفة أبوية قوية جدا لدرجة أن أعصابها لا تحتمل مجرد التطرق في حديث عابر إلى ذكر الموت أو فراق أبيها حين توافيه المنية .
ويحل اليوم الموعود إذ تفاجئ الرجل سكتة قلبية وفي اللحظة التي فارق فيها الحياة على مرأى من ابنته كانت تئن تحت قسوة الصدمة وفي غمرة الثورة النفسية أمسكت بتمثال أمامها ولكنها في هذه المرة لم تقذف به إلى الأرض بل هوت به على الخادم الذي كان يغطي الجثة وقدر للخادم أن يفلت من موت محقق ينطوي دون شك على جريمة قد تنتهي بها إلى السجن لأنها مصابة بمرض نفسي .
أدخلت مستشفى أمراض عصبية بقصد دراسة حالتها التي أصبحت تنذر بالخطر .. وخلال إحدى الإغماءات التي تعقب ثورتها النفسية تمكن الطبيب من استدراجها حيث وقف على سر عقدتها النفسية .
لقد كان السبب في العقدة بضع كلمات وصلت مسامعها حين بدأت تعي ما حولها وهي طفلة حيث سمعت بمحض الصدفة حوارا بين سيدتين في المنزل يشير إلى أنها هي السبب في وفاة أمها التي فارقت الحياة أثناء وضعها .
وهرولت الطفلة وأصداء الاتهام تعتصر كيانها حيث أخذت تحطم على الأرض دمية كانت بين يديها ومن ثم سقطت مغمي عليها .
هذه خلاصة قصة الفتاة التي نشأت وفي أعماقها تكمن عقدتان الأولى ضد ((الموت)) والثانية ((تحطيم الأثاث)) ومع السنين تطورت عقدة التحطيم لتصبح مصدر خطر يهدد من حولها بالموت خاصة حين جسدت عقدة الموت بوفاة أبيها لأنها تحمل في أعماقها عبارة ((الاتهام)) بوفاة أمها وحين وفق الطبيب النفساني إلى معرفة اصل العقدة أمكنه مباشرة العلاج النفسي بسهولة .
لفتة : ما اكثر ما يُقال ويُبحث عرَضاً أو عن قصد أمام الأطفال بينما نعتقد انهم لا يفقهون معانيه أو انه لا يصل إلى أسماعهم !!!
والآن وقد أيدت الفكرة بالأمثلة أرجو أن أكون قد وفقت في تركيز الضوء على مشكلة اجتماعية تلعب دورا كبيرا في حياتنا ومستقبل الأجيال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العقد النفسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العقل و المنطق :: الإنسان و علم النفس :: الأمراض النفسية-
انتقل الى: