ثانياً: الخالصة (الباختا):
- تعرض السيخ لاضطهاد المغول الذين أعدموا اثنين من معلميهم، وقد كان أشد المغول عليهم نادر شاه (1738 - 1839م) الذي هاجمهم مما أضطرهم إلى اللجوء إلى الجبال والشعاب.
- قام (غوبند سنغ) وهو المعلم العاشر بإنشاء منظمة (الباختا) أي الخالصة التي سمى رجالها "أسوداً" ونساءها "لبوات".
- هدف شباب السيخ أن يصبحوا مؤهلين لأن يكونوا من رجال الخالصة ويطلعوا على تعاليمها.
- إن الخالصة مجموعة من الشباب الذين يرتبطون بنظام سلوكي ديني قاس، حيث ينصرفون إلى الصلاة والجهاد من أجل الحق والعدل الذي يعتقدون به ممتنعين عن المخدرات والمسكرات والتبغ.
- صاروا بعد عام (1761م) حكاماً للبنجاب وذلك بعد ضعف المغول، حيث احتلوا لاهور عام 1799م، وفي عام 1819م امتدت دولتهم إلى بلاد الباتان، وقد وصلت إلى ممر خيبر في عهد المهراجا رانجيت سنغ (ت 1839م) متغلبين على الأفغان.
- عندما وصل الإِنجليز حصلت مصادمات بينهم وبين السيخ واضطروهم لأن يتراجعوا ويتوقفوا عند نهر سوتلج واعتبار ذلك حدوداً لدولة السيخ من الناحية الجنوبية الشرقية.
- انكسروا بعد ذلك وتراجعوا أكثر، وأجبرهم البريطانيون على دفع غرامة كبيرة وتسليم جامور وكشمير، كما عينوا في لاهور مقيماً بريطانياً يدير بقية مملكة السيخ.
- صاروا بعد ذلك شديدي الولاء للإِنجليز، بل ساعدوهم على احتلال البنجاب.
- تحول السيخ إلى أداة في أيدي الإِنجليز يضطهدون بهم حركات التمرد (1857م).
- حصلوا من الإِنجليز على امتيازات كثيرة، منها منحهم أراض زراعية وإيصال الماء إليها عبر قنوات مما جعلهم في رخاء مادي يمتازون به عن جميع المقيمين في المنطقة.
- في الحرب العالمية الأولى كانوا يشكلون أكثر من 20% من الجيش الهندي البريطاني.
- انضموا إلى حركة غاندي في طلب الحرية وذلك إثر قيام مشكلات بينهم وبين الإِنجليز.
- بعد عام 1947م صاروا مقسمين بين دولتين: الهند والباكستان، ثم اضطر مليونان ونصف المليون منهم لأن يغادروا باكستان إلى الهند إثر صدامات بينهم وبين المسلمين.
- ألغت الحكومة الهندية الامتيازات التي حصل عليها السيخ من الإِنجليز مما دفعهم إلى المطالبة بولاية البنجاب وطناً لهم.
- على إثر المصادمات المستمرة بين الهندوس والسيخ أمرت أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند في شهر يونيو 1984م باقتحام المعبد الذهبي في أمرتيسار حيث اشتبك الطرفان وقتل فيه حوالي 1500 شخص من السيخ و 500 شخص من الجيش الهندي.
- وفي يوم 31 اكتوبر 1984م أقدم السيخ على قتل رئيسة الوزراء هذه انتقاماً لاقتحام المعبد، وقد حصلت مصادمات بين الطرفين عقب الاغتيال قتل بسببها عدة آلاف من السيخ يقدرها بعضهم بحوالي خمسة آلاف شخص.
- اشتهر السيخ خلال حكمهم بالتعسف والظلم والجور والغلظة على المسلمين ومنعهم أداء الفرائض الدينية والآذان وبناء المساجد في القرى التي يكونون فيها أكثرية وذلك فضلاً عن المصادمات المسلحة والتي يقتل فيها كثير من المسلمين الأبرياء.
ثالثاً: كتبهم:
- كتاب (آدي غرانت) وهو مجموعة أناشيد دينية ألفها المعلمون الخمسة الأوائل وتبلغ نحواً من 6000 نشيد ديني، كما ضم إليها المعلم الأخير (غوبند سنغ) 115 نشيداً نظمها أبوه (تيغ بهادور) كما تحتوي على أناشيد نظمها شيوخ من الخالصة (الباختا) وبعض رجال الصوفية المسلمين من مثل ابن الفارض على وجه الخصوص وبعض شعراء بلاط (غورو)، وهذا الكتاب هو الكتاب المقدس الذي يعتبر أساس السلطة الروحية لديهم.
- أقدم مصدراً عن حياة (ناناك) كتب بعد وفاته بخمسين إلى ثمانين عاماً، ومعظم علماء السيخ يرفضون عدداً من القصص الواردة فيه.
- هناك كتابات تاريخية سيخية ترجع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
- كتاب (راحت ناما) يحتوي على تقاليد الخالصة وتعاليمهم.
- لهم كتاب مقدس مكتوب باللغة الكورمكية يسمونه (كرانته صاحب).
الجــذور الفــكرية والعقائـــدية:
- ترجع حركتهم في الأصل إلى ظهور حركة (فيسنافا باختي) التي بدأت بالظهور بين الهندوس في منطقة التامل، ووصلت إلى الشمال على يد رامانوجا (1050 - 1137م).
- وفي القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وبعد الاحتكاك بالمسلمين، انتشرت هذه الحركة في سهل الغانج.
- لذا يقال بأن (ناناك) لم يكن الأول في مذهبه السيخي هذا، وإنما سبقه إليه شخص آخر صوفي اسمه (كبير) (1440 - 1518م) درس الدين الإِسلامي والهندوكي وكان حركة اتصال بين الدينين إذ أراد أن يؤلف بينهما عن طريق التوجيه والتأمل الصوفي.
- كان (كبير) هذا يتساهل في قبول كثير من العقائد الهندوكية ويضمها إلى الإِسلام شريطة بقاء التوحيد أساساً، لكنه لم يفلح إذ انقرض مذهبه بموته مخلفاً مجموعة أشعار باللغة البنجابية تُظهر تمازج العقيدتين المختلفتين الهندوسية والإِسلامية مرتبطتين برباط صوفي يجمع بينهما.
- أصل نظريتهم عن الكون مستمدة من النصوص الهندوسية. كما أنهم يحرقون موتاهم كالهندوس.
الانتشار ومواقــع النفــوذ:
- لهم بلد مقدس يعقدون فيه اجتماعاتهم المهمة، وهي مدينة (أمرتيسار) من أعمال البنجاب وقد دخلت عند التقسيم في أرض الهند.
- هناك أربعة عروش تتمتع بالقداسة (عقل تخت) وهي في أمرتيسار، وأناندبور، وباتنا، وباندد.
- لهم في مدينة (أمرتيسار) أكبر معبد يحجون إليه ويسمى (دربار صاحب) أي مركز ديوان السيد الملك، وأما سائر المعابد فتسمى (كرو داوره) أي مركز الأستاذ.
- أكثرية السيخ تقطن البنجاب إذ يعيش فيها 85% منهم، فيما تجد الباقي في ولاية هاريانا، وفي دلهي، وفي أنحاء متفرقة من الهند، وقد استقر بعضهم في ماليزيا وسنغافورة وشرق أفريقيا وإِنجلترا والولايات المتحدة وكندا، ورحل بعضهم إلى دول الخليج العربي بقصد العمل.
- لهم لجنة تجتمع كل عام منذ سنة 1908م، تنشئ المدارس وتعمل على إنشاء كراسي في الجامعات لتدريس ديانة السيخ ونشر تاريخها.
- انشق قسم من السيخ عن الاتجاه العام متبعين (ابن ناناك) الأكبر وسموا (أدواسى) إذ يتجه هؤلاء نحو التصوف، أما الخالصة فلا يؤمنون بانتهاء سلالة الغورو (غوبند سنغ) العاشر، بل يعتقدون بأن هنالك معلماً حياً بين الناس ما يزال موجوداً.
- لديهم اعتقاد راسخ بضرورة إيجاد دولة لهم وأن ذلك أحد أركان الإِيمان لديهم إذ ينشدون في نهاية كل عبادة نشيداً يقولون فيه (سيحكم رجال الخالصة) كما يحلمون بأن تكون عاصمتهم في شانديغار.
- يقدر عدد السيخ حالياً بحوالي 15 مليوناً نسمة داخل الهند وخارجها.